دمياط كول المدير العام
عدد المساهمات : 352 تاريخ التسجيل : 23/10/2010 العمر : 50 الموقع : تايه فى ملكوت الله
| موضوع: قصة الشاعر قمة الرومانسية الأحد أكتوبر 31, 2010 7:27 pm | |
| ما هي السعادة بنظرك ؟ وهل هناك سعادة حقا أم أنها الأمل الذي تتعلق به الروح المعذبة كما يتعلق الغريق بقشة ؟هل تجتمع السعادة و ذاك الكائن الذي يهجم كالأسد وينصرف كالحمل ؟ واقصد بذلك السعادة والحب ؟أسئلة كثير ة ظلت تتذمر في ذهني باحثة لها عن جواب إلى أن وجدت ضالتي في رواية الشاعر للأديب الفرنسي ايدمون روستان نقلها إلينا بالعربية الدكتور محمد عبد السلام الجندي وقام بتهذيبها الأديب مصطفى لطفي المنفلوطي رواية رائعة جدا تضم أسمى معاني : ..النبل..الشهامة..الحب..الإيثار..التضحية..وعزة النفس في الرواية شخصيات كثيرة لكل منها دوره في تحريك أحداثها ولكننا سنكتفي بذكر أبطالها وهم :سيرانو دي برجراك : شاعر فرنسي من شعراء القرن السابع عشر .. نشأ غريبا في أطوراه متفردا بصفات قل أن تجتمع لأحد من معاصريه ، فكان جامعا بين الشجاعة إلى درجة التهور ، والخجل إلى درجة الضعف ، وبين القسوة إلى معاقبة أعدائه على أصغر الهفوات ، والرقة إلى البكاء على بؤس البائسين من أصدقائه وأبناء حرفته ، وكان كريما متْلافا لا يبقى على شيء مما في يده ، وعفيفا لا يمد يده إلى مخلوق كائنا من كان ، وصريحا لا يتردد لحظة واحدة في مجابهة صاحب العيب بعيبه كيفما كانت النتيجة المترتبة على ذلك.. ولعل اكبر نكبة وقع فيها حبه لابنة عمه روكسان التي لم يستطع مصارحتها بما يكنه لها بسبب دمامة وجهه وكبر انفه . ولم يكن له من الأصدقاء إلا أفراد قلائل جدا هم الذين يفهمون حقيقة نفسه وجوهرها، ويقدرونه قدره وقدر صفاته الكريمة التي كان يتصف بها.روكسان : ابنة عم سيرانو اشتهرت بجمالها الأخاذ وحبها للشعر والأدب وقد نشأت في بيت نعمة وجاه وعاشت عيشة رغيدة بفضل الثروة التي ورثتها عن أبويها أحبها كثير من النبلاء الفرنسيين وقادة الجيش إلا أنها أعجبت بالبارون كريستيان وازداد حبها له خصوصا بعد تلك الحيلة التي احتالها عليها ابن عمها سيرانو .البارون كريستيان دي نوفييت : شاب جميل بهي الطلعة انظم إلى الجيش بسبب الحرب أحبته روكسان في البداية لجماله ولم يكن متصفا بالفطنة والذكاء ولم يكن أديبا يحسن صوغ الكلام ولم تكن تعرف ذلك فيه وهنا ظهرت الحيلة التي احتالها له ابن عمها[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الذي كان يريد سعادتها.الكونت دي جيش : احد قادة الجيش الفرنسي آنذاك واحد الذين شغفوا بروكسان حبا لكنه انتقم منها ومن حبها لما علم بما تكيده له. القصة :تبدأ أحداث هذه الرواية لما يلتقي سيرانو بابنة عمه روكسان لقاء الموت ويعلم من حديثها أنها تراه مجرد قريب عزيز يمكن الاتكال عليه وقت الشدائد وتخبره بأمر من يشغل بالها ألا وهو النبيل كريستيان طالبة منه أن يكون صديقه الذي لا يفارقه وان يحميه من كل شر طبعا دون أن تعلم أن هذا المسكين الذي تبوح له بمكنونات قلبها إنما هي نفسه التي بين جنبيه ولا يرى أحدا في الدنيا سواها فوافق عن طيب خاطر ولم يكن يعلم انه قد نطق بحكم الموت على نفسه وهنا قرر سيرانو أن يتعرف هذا المحظوظ الذي يتمتع بنعمة حبها ولهول المفاجأة كان هذا الفتى غبيا بليدا لا يعرف من شؤون الأدب والحب شيئا وكما نعلم روكسان كانت لا تحب إلا الأذكياء فلم يرد سيرانو أن يرى من يحبها مكسورة الجناح حزينة بما اختاره لها قلبها ففكر في حيلة تجعل روكسان تعتقد أنها لم تحب إلا أجمل وأذكى إنسان وأمر كريستيان أن لا يكتب لها أو يقول لها إلا ما يمليه عليه هو قائلا : كن اللسان وأنا الفكر كن الجسم وأنا الروحكن الجمال وأنا العقل كن الزهرة وأنا العطركن العين وأنا النور المنبعث منهاكن القلب وأنا حبته الكامنةفلا تكتب إليها إلا ما أمليه عليكولا تحدثها إلا بما ألفتك إياهوليكن ذلك سرا بيني وبينك لا تعرفهروكسان ولا يعرفه احد من الناس .. وهذا ما حصل إلى أن جاء ذلك اليوم المشؤوم الذي ارسل فيه الكونت دي جيش وهو احد المحبين لروكسان ، فرقة الفرسان بما فيهم سيرانو وكريستيان الى الحرب انتقاما منهم , تلك الحرب التي مات فيها كريستيان بعدما عرف بما يكنه سيرانو لابنة عمه من مشاعر نبيلة ولم يفصح عنها خجلا من نفسه وكيف فضل العذاب في سبيل سعادتها .. وطلب منه إخبارها بكل شيء..إلا أن سيرانو بقي على عهده حتى آخر لحظات حياته ولم يشأ أن يبني سعادته على أنقاض صديقه .مر على ذلك نحو خمسة عشر عاما اعتزلت فيها روكسان الدنيا وما فيها إكراما لفقيدها لا يزورها إلا سيرانو كل أسبوع قبل أن يكيد له بعض أعدائه فيصيبوه ,و عند ذهابه للقاء روكسان الأخير ينكشف كل شيء لتعرف أن سيرانو هو من أحبها وهو من حاكاها باسم كريستيان وناجاها تحت شرفتها وانه من كان يكتب الرسائل التي تفيض رقة وإحساسا وان تلك الرسالة التي احتفظت بها طوال هذه المدة إنما هي له .. خطها بأنامله .. بث فيها كل مشاعره .. يحفظها عن ظهر قلب .. وهكذا كان لروكسان ان تحب رجلا لتفقده مرتين : مرة بموت كريستيان في المعركة ومرة بموت سيرانو الذي سلم الروح بين ذراعيها محققا بذلك أقصى درجات حلمه ..وهكذا صار المكان الذي اعتادت روكسان الجلوس فيه مقفرا .. البعض يقول أنها لزمت جوف محرابها تدعو ربها أن يلحقها برفيقيها والبعض الآخر يقول أنها نامت بجانبهما الرقدة الدائمة ..ولعل أحلى ما قيل في القصة : مُخَضَّبةٌ كفِّي بِدَمْعِي وقَلبِيايُجَرِّعُني شَوقًا لرُوكسانَ بَاقِيافَلَمَّا صَدَدتُّ الشَّوقَ عنْها وَجَدتُّهُيَعُودُ فَيَغدُو للمعَاناةِ سَاقِيافإِنْ أشرَقَتْ روكسانُ كانتْ بضوئِهاهيَ الشَّمسُ في رُوحِي وقَلبِي وَبَالِياوإنْ تَطْوِها الأحْلامُ باتَت سَكِينَةًوَبدرًا يَزِينُ الكَونَ بِالنُّورِ حَولِياتَعَلَّقتُهَا عِشقًا وقَد كَانَ قَلبهَالَيُغرَمُ في غِرٍّ بَليدٍ أمَامِيافمَا كانَ ذاكَ الغِرُّ صِنوِي ولا أَناأُقَاتِلُ مَن قد كَانَ في الحَربِ دُونِياوَلَو شِئتُ ما أبقَيتُ بِضعًا لأَهلِهِإذا كنتُ قد أَعمَلتُ في الغِرِّ سَيفِيافما كَانَ ذَا نهجِي وليسَت شَمائليترَفَّعْتُ عن دُونِ السَّجِيَّاتِ عَالياأَغَرَّكِ إذْعانِي لحبي فَتَأمُرِيفُؤادِيَ أنْ يَفنَى وتَهلَكَ رُوحِيا؟فتُرضِينَ أَحزانِي وَتُدمِينَ خَافِقِيفَعِشقُكِ ذاكَ الغِرُّ فَوقَ احتِمالياسَألْتكِ بِالأشوَاقِ بُوحي وأفصِحيأسُوءٌ جَرى مِني؟ وما كانَ ذَنْبِيا؟فإِنْ كَانَ في خَلقِي فَما كُنتُ خَالِقِيولكِنَّ طُهرَ النَّفسِ أَضْحى رِدائِياسَأُهديهِ مِن رُوحي ليحظى بِحُبِّكِفلَيتَكِ يا رُكسانُ تَدرينَ ما بِيامُعَذِّبتي بانَتْ ولم تَدرِ أننيكأنّي غَداةَ البينِ سَهمٌ رَمانِياتَوَلَّتْ وَنبْضَاتِي على وقْعِ خَطْوِهَاتُغَادِرُ ما قَد كانَ يَومًا فُؤَادِياقُتِلتُ بلا جَورٍ لأني عَشِقتُهاوسَلَّمتُها قَلبًا مِن الشَّوقِ ذَاويافإِنْ عُدتِّ يا رُوكسانُ صَلِّي لشَاعِرٍهَواكِ فَأرْدَتهُ المَحبَّةُ جَاثِياوَطوفِي على قَبرِي وَجُودِي بِدَمعَةٍلَقَدْ مِتُّ ظَمآنًا فَرَوِّي رُفَاتِيا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
remy ادارية
عدد المساهمات : 252 تاريخ التسجيل : 30/11/2010
| موضوع: رد: قصة الشاعر قمة الرومانسية الثلاثاء يناير 04, 2011 4:15 am | |
| | |
|
دمياط كول المدير العام
عدد المساهمات : 352 تاريخ التسجيل : 23/10/2010 العمر : 50 الموقع : تايه فى ملكوت الله
| موضوع: رد: قصة الشاعر قمة الرومانسية الثلاثاء يناير 04, 2011 6:07 pm | |
| ميرسى على مرورك ريمى تقبلى تحياتى | |
|